احتفل لويس إنريكي المدير الفني لفريق باريس سان جيرمان الفرنسي
احتفل لويس إنريكي المدير الفني لفريق باريس سان جيرمان الفرنسي بعيد ميلاده الخامس والخمسين بأفضل طريقة ممكنة.
في العام الماضي 2024، مر يوم الثامن من مايو/آيار كابوسا على المدرب الإسباني بعد خسارة بي إس جي على ملعبه ووسط جماهيره أمام بوروسيا دورتموند الألماني بهدف دون رد في ملعب حديقة الأمراء.
سقط باريس أمام منافسه الألماني بنفس نتيجة مباراة الذهاب ليودع دوري أبطال أوروبا من الدور قبل النهائي بعد مشوار صعب خاض خلاله اختبارات قوية أمام ميلان الإيطالي ونيوكاسل يونايتد الإنجليزي وريال سوسيداد وبرشلونة الإسباني.
مشروع جديد
بعدها بدأ بي إس جي تحت قيادة إنريكي مشروعا رياضيا جديدا هذا الموسم بعد رحيل كيليان مبابي نجم الفريق وهدافه التاريخي، بالاعتماد على مجموعة من المواهب الشابة مثل باركولا ودوي وجواو نيفيز ونونو مينديس وزاير إيمري وباتشو وكفاراتسخيليا الذي انضم في يناير/كانون الثاني الماضي.
وارتكز المشروع الجديد أيضا على إعادة تشكيل شخصية عناصر الخبرة في الفريق مثل دوناروما وماركينيوس وأشرف حكيمي وعثمان ديمبلي وفابيان رويز.
واصل بي إس جي بمشروعه الجديد الهيمنة المحلية، وفاز بلقب كأس السوبر وحسم لقب الدوري قبل ست جولات من انتهاء المسابقة.
هذا المشروع الجديد كان مهددا بالانهيار في بدايته بعدما اكتفى بي إس جي بجمع 4 نقاط فقط من أول 5 جولات في دوري أبطال أوروبا، وخسر كل الاختبارات الصعبة أمام بايرن ميونخ الألماني وآرسنال الإنجليزي وأتلتيكو مدريد الإسباني.
لكن ناصر الخليفي رئيس النادي الباريسي كان صامدا وسط عاصفة من الهجوم والانتقادات، قائلا "لدينا مشروع جديد، يقوده إنريكي أفضل مدير فني في العالم".
وكان المدرب الإسباني نفسه واثقا في قدراته، وكان يخرج بعد كل تعثر ليؤكد "باريس سان جيرمان يسير على الطريق الصحيح".
وكانت نقطة التحول الكبرى خلال آخر 3 جولات في مرحلة الدوري حيث قفز العملاق الباريسي إلى 13 نقطة بعد ثلاثة انتصارات متتالية ليتأهل إلى ملحق دور الـ16.
قاهر الإنجليز
وكان أبرز هذه الانتصارات ريمونتادا أمام مانشستر سيتي حيث قلب باريس الطاولة على ضيفه وهزمه بنتيجة 2/4 في حديقة الأمراء بعدما كان الفريق الإنجليزي متقدما بهدفين.
تورط السيتي الذي يعاني من ترهل فني وذهني وبدني هذا الموسم تحت قيادة مدربه بيب جوارديولا في مواجهة ريال مدريد حامل اللقب، ليودع الفريق الإنجليزي مبكرا.
في المقابل، خاض سان جيرمان اختبارا سهلا في الملحق التقط به أنفاسه وسط ضغط المباريات في مراحل الحسم، حيث فاز 0/10 على مواطنه بريست بمجموع المباراتين.
بعدها تفنن سان جيرمان تحت قيادة إنريكي في التلاعب بالإنجليز حيث أطاح في ثمن النهائي ببطل البريميرليج هذا الموسم، ليفربول بقيادة أرني سلوت، وسط ملعبه بركلات الترجيح بعدما تبادل الفريقان الفوز بهدف ذهابا وإيابا.
وبعدها تبادل سان جيرمان الفوز مع أستون فيلا بقيادة أوناي إيمري، في دور الثمانية لكنه تفوق على الفريق الإنجليزي بنتيجة 4/5 في مجموع المباراتين.
EPA
ولم يشعر إنريكي ولاعبوه بالرهبة من آرسنال الذي أطاح بحامل اللقب ريال مدريد بالفوز عليه ذهابا وإيابا بنتيجة 1/5 في مجموع المباراتين.
بل أذاق باريس سان جيرمان الفريق اللندني من نفس الكأس وهزمه ذهابا وإيابا بنتيجة 1/3 في مجموع مباراتي قبل النهائي، لينهي آرسنال مشواره بموسم صفري.
كسب الرهان
كسب إنريكي بهذا المشوار القوي أكثر من رهان بتأكيده مرارا وتكرارا بأن "فريقه أفضل وأقوى هذا الموسم"، ليقوده لنهائي دوري أبطال أوروبا للمرة الثانية في تاريخه بعدما خسر اللقب أمام بايرن ميونخ في 2020.
وسيكون بي إس جي على موعد مع اختبار شائك في نهائي 31 مايو/آيار الجاري في ميونخ عندما يلاقي إنتر ميلان الذي تأهل بشق الأنفس على حساب برشلونة بعد ماراثون كروي مثير وممتع انتهى لصالحه بالفوز 6/7 في مجموع المباراتين.
وبعد التأهل للنهائي، كشف نجوم بي إس جي السر وراء ملحمة الموسم الجاري، حيث قال أشرف حكيمي "لم يكن أحد يؤمن بنا في بداية الموسم،. لكن المدرب إنريكي بذل مجهودا كبيرا على مستوى تكوين الفريق وبث شخصية جديدة وقوية في الصفوف".
وأكد ماركينيوس قائد الفريق نفس المعنى بقوله "الفوز على مانشستر سيتي وليفربول أظهر قوة شخصية الفريق هذا الموسم، لقد تجاوزنا مراحل عصيبة بفضل قوة الشخصية التي بثها إنريكي في نفوس اللاعبين".
ونقل لويس إنريكي هرمونات شخصية البطل إلى باريس ليتجاوز الفريق أكثر من عقبة، وينجح في قلب الأمور لصالحه ليعود المدرب الإسباني مجددا إلى نهائي دوري الأبطال بعد 10 أعوام من قيادته برشلونة للقبه الخامس والأخير.